الأراك
(فصيلة : Salvadora persica)
علمياً تسمى سالفادورا بيرسيكا وفي اللغةِ الأورديةِ عرفت باسم "بيلو" ومشهورة بشكلٍ عامٍ باسم "شجرة فرشاة الأسنان" و (المسواك )
أشجار معمرة دائمة الخضرة مِن الفصيلةِ الزيتونيةِ يُكثر في الجزيرةِ العربيةِ في المملكةِ العربيةِ السعودية, ورقه يظهر طعم ورائحة طيبه عند تذوقه وجذوره تمتد تحت الأرضِ , زهوره صفراء صغيرة ويُثمر في شهرِ مارسٍ وتنضج الثمرة في أوائلِ مايو وثماره تتوجد على هيئةِ عناقيدِ عنبيةِ الشكلِ تكون في البدايةِ بلَونٍ أخضرٍ ثم تتحول إلى اللونِ الأحمرِ الفاتحِ وعند النضجِ يكون لونها بنفسجيا إلى أسودٍ وتسمى بالكباثِ وهو ذو طعمٌ طيبٌ ونكهةٌ مستحبةٌ تجعل الناس يقبلون على التلذذِ بأكله
شجرة الأراك تشبه في شكلِها شجرة الرمان فأوراقه مفردة بيضاوية وملساء متقابلة هي دائماً الخضرة طوال فصول السنة وتنتشر لمسافاتٍ كبيرةٍ على سطحِ الأرضِ والشجرة الواحدة تشبه الغابة في شكلِها
تُرعَى الأبلَ على أغصانِه وتأكل البشرُ والطيورُ مِن ثمرِه ويُسمى الكباث
أخذت بعض الدولِ العربيةِ التي تُكثر فيها الصحاري على زراعةِ نباتِ الأراك لتثبيتِ التربةِ الرمليةِ ولفوائدِه الأخرى
تنمو شجرةُ الأراكِ في الأماكن الحارةِ والاستوائيةِ وتُكثر في أوديةِ الصحارِى وتكون قليلةٌ في الجبالِ وتوجد بكثرةٍ في السعوديةِ خاصةٍ في أبها وجيزان كما ينمو الأراكُ في سَيناءِ وصعيدِ مصرِ والسودانِ وإيرانِ وشرقِ الهندِ وباكستان
المسواكِ و هو عُودٌ مِن شجرةِ الأراك . يؤخذ غالباً مِن جذورِ الأراكِ
فضيلة السواك
عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لولا أن أشق على أمتى أو على الناسِ لأمرتهم بالسواكِ مع كل صلاة .
الإسلام دين النظافة و دين المحافظة على الصحةِ و دين الألفةِ و المحبةِ بين أعضاءِ المجتمع , أهداف جليلة تتحقق مِن عملٍ يسير , أهداف عملاقة يغرسها عود الأراكِ المسمى بالسواك , مطهرة للفم مِن فضلاتِ الطعام , مغير للرائحةِ المنبعثةِ مِن خللٍ فى اللثةِ و منظف للأسنانِ و للسانِ مِن الألوانِ الغريبةِ و الصفرةِ ثم بعد ذلك يحفظ الفم مِن كثيرٍ مِن الأمراضِ و يحفظ الأضراس مِن نخرِ السوسِ و يحفظ اللثة مِن الضعفِ أو التشققِ و يحفظ المعدة مِن عفوناتِ الطعام .
بالرائحةِ الطيبةِ و النظافة الظاهرة , تتم المودة و الألفة بين الناس . تلك بعض فوائدِ السواكِ الدنيويةِ التى لا تقاسَ بالفوائدِ الأخروية . السواك مرضاةٌ للرب و لولا الرفق بالمؤمنين لكان السواك فرضاً على المسلمين عند كل وضوءِ و عند كل صلاة .
لولا أن أشق على أمتى –أو على الناس – " و فى رواية لمسلم " لولا أن أشق على المؤمنين فالمراد مِن الأمةِ و مِن الناسِ المؤمنون لأنهم الذين تتوجه إليهم أوامر الدين و التقدير لولا خوف المشقة على المؤمنين موجود لأمرتهم بالسواكِ .
" لأمرتهم بالسواك " : قال أهل اللغة : السِواك يُطلق على العودِ الذى يتسوك به , يقال : ساك فمه يسوكه سوكاً , فإذا قلت : استاك لم يذكرْ الفم و جمع السواك سوك مثل كتاب و كتب و هو فى اصطلاح استعمال عود أو نحوه فى الأسنانِ لتذهب عنها الصفرة و تغيير الوائح الكريهة .
فى السواكِ وردت أحاديث كثيرة منها :
1 – روى البخارى عن أبي هريرة لولا أن أشق على أمتى لأمرتهم بالسواكِ عند كل وضوء .
2 – روى أحمد و النسائى و الترمذى عن عائشةِ أن النبى صلى الله عليه و سلم قال السواك مطهرة للفم مرضاة للرب .
3 – عند أحمد عن عائشة قالت : كان النبى صلى الله عليه و سلم لا يرقد مِن ليلٍ و لا نهارٍ فيستيقظ إلا يتسوك قبل أن يتوضأ .
الجمهور على أنه لم يكن واجباً عليه صلى الله عليه و سلم لما رواه ابن ماجة عن أبى أمامة أن النبى صلى الله عليه و سلم قال ما جاءني جبريل إلا أوصاني بالسواكِ حتى خشيتَ أن يُفرضَ علىي و أمتى و روى أحمد بإسنادٍ حسن أن النبى صلى الله عليه و سلم قال أمرت بالسواك حتى خشيتَ أن يُكتب على َ .
إذا جاوزنا حكم السواكِ لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وجدنا العلماءَ يتفقون على أنه سنة لعامةِ المسلمين , ليس بواجبٍ فى حالٍ مِن الأحوال , لا في الصلاةِ و لا في غيرها بإجماعِ مَن يعتدَ به فى الإجماعِ كما قال النووي و حُكِىَ عن داودِ الظاهرى أنه أوجبه للصلاةِ لكن إن تركه لا تبطل صلاته و حكى عن إسحاق بن راهوية أنه قال : هو واجبٌ فإن تركه عمداً بطلت صلاته .
إن السواكَ مستحبٌ فى جميعِ الأوقاتِ و هو أشد استحباباً فى خمسةِ أوقات : عند الصلاةِ و عند الوضوءِ و عند قراءةِ القرآنِ و عند الاستيقاظِ مِن النومِ و عند تغيرِ الفم مِن أكلٍ أو شُربٍ أو طولِ سكوتٍ أو طولِ كلامٍ أو طولِ عدم الطعامِ و الشراب .
أما بم ؟ و كيف يستاك ؟ فأفضله عود الأراكِ ثم عود الزيتونِ ثم عود أى شجرٍ يصلح لذلك مِن طيبِ الرائحةِ و أن لا يكون شديد اليبس و لا رطباً و أن يغسله و يرطبه قبل استعماله و أن يمر به على الأسنانِ طولاً و عرضاً و أن يمر به على اللسانِ و على طرفِ الأسنانِ و كراسى الأضراسِ و سقفِ الحلقِ و أن يستعمله برفقٍ لئلا يدمى اللثة و يستاك حتى يطمئنَ لزوالِ النكهةِ و نظافةِ الفم . الأفضل أن لا يستاكَ المسلمُ بحضرةِ الغيرِ و أن يتمضمضَ بعده و أن لا يستعملَ سواك غيره .
يؤخذ من الحديث :
1 – ما كان عليه صلى الله عليه و سلم مِن الرفقِ بأمته و الشفقة عليها .
2 – الحديث بعمومه يدل على استحبابِ السواكِ للصائمِ بعد الزوالِ خلافاً للشافعية .
--